الخساء من الشعراء المخضرمين
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد
توفي سنة 24 هـ / 644 م
من الشعراء المخضرمين الخنساء بعض من شعرها
نقلته لاعجابي الشديد بشخصيتها و بصبرها وقوتها وشعرها
الجميل الجزل في معناه
واليكم بعض فصائدها
تَقولُ نِساءٌ
----------------------
تَقولُ نِساءٌ : شِبتِ من غيرِ كَبْـرَةٍ
وأيْسَـرُ مِمّا قـد لَقيـتُ يُشيـبُ
أقولُ : أبا حسّانَ : لا العَيشُ طَيّبٌ
وكيفَ وقدْ أُفْرِدْتُ مِنـكَ يَطيـبُ
فَتى السّنّ كهلُ الحِلـمِ لا مُتَسَـرّعٌ
ولا جامِدٌ جَعدُ اليَدَيـنِ جَديـبُ
أخُو الفَضْلِ لا باغٍ علَيـهِ لفَضْلِـهِ
ولا هُوَ خُرْقٌ فِي الوُجـوهِ قَطـوبُ
إذا ذَكَرَ النّاسُ السّماحَ من امـرىءٍ
وأكْرَمَ أوْ قالَ الصّـوَابَ خَطيـب
ذكرْتُكَ، فاستَعبَرْتُ ، وَالصّدُر كاظمٌ
على غُصّةٍ ، منها الفـؤادُ يَـذوبُ
لَعَمْري لَقَد أوَهْيتَ قلبي عن العَـزَا
وطأطأتَ ، رَأسي والفؤادُ كئيـبُ
لقَدْ قُصِمَتْ منـي قَنـاةٌ صَليبَـةٌ
ويُقْصَمُ عُودُ النَّبْـعِ وهْوَ صَليـبُ
لا شيْءَ يَبْقى
------------------------------
شيْءَ يَبْقى غَيرُ وَجْـهِ مَليكِنـا
ولستُ أرى شيئاً على الدّهرِ خالدا
ألا إنّ يوْمَ ابنِ الشَّريـدِ ورَهْطِـهِ
أبادَ جِفانـاً والقُـدورَ الرّواكِـدا
هُـمُ يَـمْـلأونَ لليَتيـمِ إنـاءَهُ
وهُمْ يُنْجِـزُونَ للخَليـلِ المواعِـدا
ألا أبْلِغا عَنِّـي سُلَيْمـاً وعامِـراً
ومَن كان من عُليا هَوازِنَ شاهـدا
بأنّ بني ذُبيانَ قد أرْصَـدوا لكُـم
إذا مـا تَلاقيتُـمْ بـأنْ لا تَعـاودا
فـلا يَقْرَبَـنّ الأرْضَ إلاّ مُسـارِقٌ
يخافُ خَميساً مَطلعَ الشمسِ حارِدا
على كلّ جَرْداءِ النُّسالَـةِ ضامِـرٍ
بآخِـرِ ليلٍ ما ضُفِـزْنَ الحدائـدا
فقد زاحَ عَنَّا اللّوْمُ إذْ تركـوا لنـا
أرومـاً فـآرمـاً فمـاء بـوارِدا
ونحنُ قَتَلنـا هاشـماً وابنَ أختِـهِ
ولا صُلْحَ حتَّى نَسْتَقيـدَ الخرائـدا
فقد جرَتِ العاداتُ أنَّا لدى الوَغـى
سنَظْفَرُ والإنسانُ يَبغـي الفوائـدا
لَهْفي على صَخْـرٍ
------------------
لَهْفي على صَخْـرٍ فإنّي أرَى لَـهُ
نَوافِـلَ مِنْ مَعْرُوفِـهِ قـد تَوَلّـتِ
وَلَهْفي على صَخْـرٍ لقـد كـان
عِصْمَةً لمولاهُ إنْ نَعْلٌ بمولاهُ زَلّـتِ
يَعُـودُ على مَـوْلاهُ مِنْـهُ برَأفَـةٍ
إذا ما الـموالي من أخيها تَخَلّـتِ
وكنتَ إذا كَـفٌّ أتَتْـكَ عَديمَـةً
تُرَجّي نَوَالاً مِنْ سَحابِـكَ بُلّـتِ
وَمُخْتَنِـقٍ راخى ابنُ عمرٍو خِناقَـهُ
وَغُمّتَـهُ عَـن وَجْهِـهِ فتَجَلّـتِ
وظاعِنَـةٍ فِي الحَيّ لَـوْلا عَطـاؤهُ
غَداةَ غَدٍ مِنْ أهلِهـا ما استَقَلّـتِ
وكُنْتَ لَنا عَيْشـاً وَظِـلَّ رَبَابَـةٍ
إذا نحنُ شِئْنـا بالنّـوالِ استَهَلّـتِ
فتًى كانَ ذا حِلْمٍ أصيـلٍ وتُـؤدَةٍ
إذا ما الحُبَى من طائفِ الجهلِ حُلّتِ
وما كَـرّ إلاّ كـانَ أوّلَ طاعِـنٍ
ولا أبْصَرَتْهُ الخيـلُ إلاّ اقْشَعَـرّتِ
فيُدْرِكُ ثأراً ثُمَّ لَمْ يُخطِـهِ الغِنـى
فمِثْلُ أخي يَوْماً بِـهِ العَيـنُ قَـرّتِ
فإنْ طَلَبُـوا وِتْـراً بَـدا بِتِرَاتِهِـمْ
وَيَصْبِرُ يَحْميهِمْ إذا الخَيـلُ وَلّـتِ
فَلَسـتُ أُرَزَّا بَـعْـدَهُ بـرَزِيّـةٍ
فـأذْكُـرَهُ إلاّ سَلَـتْ وَتَجَلّـتِ
ودمتم بالف خير
ومن العايدين