(انت فين يا بابا)
تدحرجت الكلمات من فمها مبتورة تتساقط كأنها علقم مر تلفظه رويداً رويداً فى لحظات قاتلة قاسيةثابتة لاتتحرك نظر إليها بعينيه الذابلتين واغرورقت عيناه بالدموع أخبرها انه بخير على الرغم من ملابس المستشفى الزرقاء ومنظر الغرفة وملابس التمريض والأطباء بكت فابكته وانتزعت الأم من يده الهاتف المحمول واخبرتها أن اباها يجري بعض الفحوصات وسيعود قريبا إلى البيت لم تصدقها أرادت أن تحادثه ليطمئن قلبها أخبرها بعد أن استجمع قواه انه بخير طمأنها فهدأت نفسها انتهت الكلمات وخرج معها آخر أنفاسه في الحياة استيقظت الفتاة الصغيرة على خبر وفاته فلم تصدقهم لكنها تذكرت كلماته الأخيرة كل نفس ذائقة الموت....) فبكت وابكت من حولها