عذرًا حبيبتي
إلى اللقاء
عام ونصف مر من الشقاء
هكذا امضيت بوحدتي
متألمًا بغربتي بلا أصدقاء
ولأني أحبك
فلست أبالي كيف سأمضي هذا الشتاء
وحدكِ أنتِ من تدركين
كيف يكون الدفء بحضني
وكيف تمتزج أهازيج البرد بيننا
تحت الغطاء تعشقين البرد
وتعشقين الحضن
كما تعشقه صغار العصافير ..
كلما هبت رياح الشوق
جاءها الدفء ليتغلغل بعمقه ويبدد الجفاء
يالروعة الشتاء
يالروعة العطاء
عندما تنسجم الأرواح معا
وتنسج من حبها جيلا من الوفاء
حبيبتي ...!
أحبكُ
وأعلم بأني مثل الطفل يشتاق دوما أن يستريح بحضن أمه
كلما أحس بأنه محروم
ويحتاج لرشفة رحيق من حبها المخزون في عمقها الذي أختزلته له ليسعد به وحده دون الغرباء
أُحبك
وأعلم بأن حدود محبتي قد فاقت
كل جوارحي وأحاسيسي وعقلي بل وكل خلية في دمي
أُحبك
وقد أيقنت بأن جدار الصمت قد تبدد في مشاعري وقد حطمت كل قيود العرف التي كانت في معصمي
وأعلنت بأني أصبحت أسيرُ هواك فقط ... وبمحض إرادتي
وقد أعلنت ..
بأنكِ حبي الذي لن ينجلي
وبأني سأكون مثل الموج هائجا في مقدمي
وبأني سأكون مثل السيل الجارف
لايتوقف إلا عند ابواب سدودك
حبيبتي ..
أحبك وقد أيقنت
بأن الحب مثل الهواء
مثل السماء
مثل الشمس
مثل الماء
مثل الارض التي تنبض بالعطاء
ومثل قمر الليل الذي يضيئ في الظلماء
ومثل الحياة والكون والفضاء
ومثل كل الأسماء التي نطق بها آدم وأمنا حواء
أحبك مثلما غرد الطير صباحًا وقبل المساء
أحبك مثلما قلت لك يوما بأنك لستِ كباقي النساء
أحبك ..
أحبك ..
أحبك ..
وقد تعلمت من حبك بأن أرسم حدود الحب من عروق دمي ولحمي
وأنفاسي التي باتت تنازعها الروح لتعلن لك الوفاء
أحبك وقد أدمنت حبك
وأدمنت كل الأشياء التي كانت تجمعنا من ذكريات أيام باتت هنا محفورةً بقلبي تأبي أن ترحل لتسكن الماضي وتشعر من بعدك بالجفاء
حبيبتي ..
عام ونصف عام مر من عمرنا
أنا وأنتِ
دون حضن ولقاء
أنا أسكن الأرض
وأنتِ رحلتِ للسماء
فـ ليمجد التاريخ بأنكِ ياحبيبتي
كنت لي ولغيري مصدر إلهام ونهر من العطاء
رحمكِ الله ياأمي ياأختي ياصديقتي ياعشقي الذي لن ينطفئ أبدا
ولن ينكسر ولن أنحني لغير الله حبا
وشكرا وعرفانًا لأنه كان سببًا
بأن جمع بيننا وألف بيننا هذا الحب والوفاء
والحمد لله على هذا القضاء
(( عذرًا حبيبتي ))
بقلم .. محمد بن عبدالله السلمان
26-12-2019. الخميس