نتيجة للصراعات المتلاحقة والتناقضات والتغيرات فى العصر الحديث والتىلم يقابلها تغير موازى لها من الانسان أدى ذلك لشعوره بالاغتراب عن ذاته أولا والنفور واللامبالاة والسخط والشعور بخيبة الامل لذا أصبح الاعتراب ظاهرة نفسية اجتماعية مميزة بالعصر الحديث فأتذكر أبياتا لشاعر عربى قديم
انى أنا الروح الذى [line]سيظل فى الدنيا غريب
ويعيش مضطلعا ب أحزان الشيبة والمشيب
ياصميم الحياة انى وحيد مديح تائه فأين شروقك ؟!
ياصميم الحياة انى فؤاد ضائع ظامىء فأين رحيقك ؟!
ياصميم الحياة كما أنا فى الدنيا غريب أشقى بغربة نفسى
بين قوم لايفهمون أناشيد فؤادى ولامعانى بؤسى
فى وجود مكبل بقيود تائه فى ظلام شك ونحس
ونجد من هنا أنواعا للاغتراب اغتراب سياسى واقتصادى ونفسى ومن نجد الاغتراب السياسى هو شعور الفرد بعدم الارتياح للقيادة السياسية والنظام السياسى كله وتبدو ظاهرا تعبيرا فى صورة عجز الفرد عن المشاركة السياسية -وان كان النتيجة الاخيرة للاغتراب السياسى - أو القرارات التى تخصه بمنزله ومع نفسه أولا ثم تأتى فى المرتبة الثانية الاغتراب فى محيط العمل ثم الجماعة
*********
أما الاغتراب الاقتصادى يعنى شعور الفرد المنتج بالعجز والملل والرتابة فى آداء عمله وبأنه ترس يدار فى آلة لاتغير شيئا فى عمله وكذلك أوعز لعقله ان المادة هى الغاية فى الحياة وليست الوسيلة
*************
أما الاغتراب النفسى حسب علمى المحدود فهذا ليس تخصصى
فنجد سيجموند فرويد تناول الاغتراب على أنه اضطراب مرضى من خلال غربة الذات وكبح جماحها وتصور ان اللاوعى هو العامل الحاسم فى السلوك الفردى المؤدى للعداء بين الفرد وبيئته الاجتماعية
ومن هنا نجد آثارا سلبية للاغتراب مثل انعدام القوة - وسبق سردها فى الاغتراب السياسى والاقتصادى
وانعدام المعنى بمعنى ظهور حالة ضبابية وغامضة وعدم فهم لما يدور حوله وعدم القدرة على التميز بين الاختيارات التى تفيد الفرد فى تغيير الظروف الاجتماعية من حوله
وانعدام المعايير وفيها يشعر الفرد بانهيار للقيم الاخلاقية فى محيط العلاقات الاجتماعية فيفقد الثقة فى قيمة العمل الجاد مما يؤدى به للعزلة الاجتماعية فيشعر هنا الفرد ان ثقافته منفصلة عن ثقافة الآخرين
مع تحياتى النمرة