كان (عقاب العواجي) لا يقر في مواقعه ، بل هو دائم الحركة لا يكاد يفرغ من غزوة حتى يبدأ بالتهيؤ لغزوة أخرى . وفي إحدى هذه الغزوات التقي بثلاثمائة فارس ، ولم يكن معه سوى ثمانين مقاتلاً فكان الطراد بينهم سجالاً ، وقد خسر (عقاب) من مقاتليه عدداً ليس بالقليل .
وكان من بين القتلى شاب تزوج حديثاً ، فاعترضت زوجته الشابة طريق (عقاب) تسأله عن زوجها قائلة :
يا (عقاب) يا حبس الظعن باللقا الشين= ياللي حريبك بالهزيمة يمنا
عينت ذيب الخيل يوم الاكاوين= نور العيون بغيبة الشمس عنا
هو سالم والا رموه المعادين= يا (عقاب) خبرني تراي أتمنا
وقد أجابها (عقاب) بقصيدة طويلة وصف فيها المعركة وأخبرها من خلال القصيدة بمقتل زوجها وعلى نفس الوزن والقافية :
يا بنت ياللي عن حليلك تسألين= حنا لنا حي يسألون عنا
خمسة عشر ليلة على الوجه مقفين= ندور وضح بالاباهر تحنا
جونا ثلاثمية وحنا ثمانين =مثل المحوص الشلق منهم ومنا
وبانت رديتهن وشفنا الرديين =وكل عرفن ا عزوته يوم كنا
ليتك تراعي يا عذاب المزايين =يوم أن عيدان القنا يطعننا
منا حليلك طاح بين المثارين =في ديرة فيها الوضيحي تثنا
ومنهم جدعنا عند شوقك ثلاثين =وكم خير من راس رمحي يونا
في ساعة فيها تشيب الغلامين= أنطح نحور الخيل يوم أقبلنا
ياما نقلت الدين و الحقته الدين =وحريبنا في نومته ماتهنا
أرسى لهم يا بنت وأنت تعرفين= لياما حمام النصر رفرف وغني
وقلايعي من نقوة الخيل عشرين =قب ولا فيهن ثبار ودنا