اسبرانزا في بوسطن الجزء الرابع ثاني يوم من السكن في الشقة و بعد ما وصلت أختي للمستشفي رجعت للشقة و وقفت سيارتي في المواقف الخلفية للعمارة و بديت امشي على رجلي و أدور في المنطقة و الشوارع المحيطة بالعمارة ، انا من النوع اللي يحرص انه يعرف كل حارة و كل بيت و كل شارع و كل محل قريب ، أول شي اكتشفته إن فيها فرع لمطعم اونوز اللي تكلمت عنه أول و كان قريب من الحارة اللي فيها العمارة و ثاني شي اكتشفته و كان ذات أهمية هو مطعم ياباني ، و لقيت فيه على الشارع الرئيسي المقابل للعمارة قطار كهربائي يوصل بين المنطقة اللي إنا فيها و وسط مدينة بوسطون. هذي هي العمارة اللي فيها الشقة. اللقافة ما خلتني و نصيت محطة القطار و كان فيها مجموعة من الناس منتظرين وصوله عشان يركبون فيه. خلال كم دقيقة وصل القطار و ركبت فيه و دفعت حق التوصيلة ، بس المشكلة إني ما لقيت محل اجلس فيه و اضطررت إني اتعنقط في احد الحدايد الموجودة في سقف القطار. هذا موقع المحطة اللي اخذت فيها القطار حرك القطار و في كل محطة يمر فيها يركب زود ناس الين صار مزحوم و صاروا الناس لاصقين في بعض و هم واقفين و انا أولهم. خوفي من النشالين اضطرني إني أحط يدي على محفظتي الموجودة في الجيب الخلفي من البنطلون و بعدين أخذت المحفظة و حطيتها في الجيب الأمامي للبنطلون. pb094 و إنا قاعد أتزاحم مع اللي يتزاحمون ، لفت انتباهي ريحه عطر قوي و زين ، قعدت اتشمشم وين مصدر العطر ، و اكتشفت انه جاى من وحده كانت واقفة خلفي و بيني و بينها شخصين أو ثلاثة. اثناء التفاتي عشان أشوف مصدر العطر التقت عيني بعين البنت اللي كانت حاطه العطر ، ما اكذب عليكم كانت البنية مزيونة بس كان عمرها حسب تصوري كبير شوي يعني في حدود 35 سنة pb189 ، و الغريب إن ملامحها ما كانت أمريكية تقليدية ، شعرها كان اسود و لون بشرتها ما كان ابيض مثل بياض الأمريكان. كمل القطار طريقة و إنا في حالي و كل شوي اشيك على محفظتي لا تنجطل ، شوي و ابد أشم ريحه نفس العطر بس بشكل اقوى و كأنه صار قريب مني ، التفت عشان أدور على نفس البنت و لقيتها واقفة خلفي مباشرة ولا يفصلني عنها إلا كم شبر. انا استغربت وش اللي جابها و قربها جنبي (يمكن انجذبت بملامحي الشرقية الوسيمة) ، ما فكرت كثير في الموضوع و قلت أكيد إن زحمة القطار هي اللي جابتها و قربتها من عندي. اللي جرب يركب في باص او قطار مزدحم و اضطر انه يوقف لأنه ما لقى كرسي يجلس علية بيعرف انه شي عادي إن أجسام و أيادي اللي واقفين تلامس بعض و لو بشكل عفوي ، انا الشي هذا لاحظته و بشكل ملفت لأني حسيت إن يد البنت اللي كانت واقفة ورأي كانت تلامس جيوب بنطلوني الخلفية ، وكنت لابس القميص حقي فوق البنطلون لذلك اللي واقف خلفي ما يدري إذا كان في جيوبي محفظة ولا لا. انا تضايقت من يدين البنت اللي كانت كل شوي تلامس جيوبي و كأنها تبحث عن شي، بس خفت أقول شي و ينقلب الموضوع على ، يعني وش كنت أبقول ، ترا البنت المزيونه هذي قاعدة تحرش فيني ولا ناوية تسرقني. تعوذت من ابليس و قررت انزل في أول محطة يوقف فيها القطار ، و بالفعل في أول محطة نزلت من القطار و كانت المحطة في وسط المدينة و قريب من الحي الصيني ، لكن الشي اللي لاحظته و أقلقني أكثر إن البنت أيضا نزلت في نفس المحطة. الدائرة الحمراء هي للمحطة اللي صعدت فيها للقطار. و الخط الاخضر هو الطريق اللي مشى فيه القطار. و الدائرة الزرقاء هو للمحطة اللي نزلت فيها من القطار. قلت في نفسي أكيد إن المحطة اللي نزلت فيها هي نفس محطة البنت ولا فكرت في الموضوع أكثر من كذا ، بديت أتمشي في الحي الصيني و أدور في محلاته. هذي صورة لمنطقة الحى الصيني في بوسطن.