هذه قصيدة رائعة لأبي العتاهية...... أتمنى أن تعجبكم....
الـدّهر ذو دولٍ والموتُ ذو علل=والـمرءُ ذو أملٍ والـناس أشباه
ولـم تـزل عـبرٌ فـيهنّ معتبرٌ=يـجري بـها قـدَرٌ والله أجراهُ
والـمُبتلَى فـهَو الـمهجور جانبه=والـناس حيث يكون المال والجاهُ
يـبكي ويضحك ذو نفسٍ مصرّفة=والله أضحكه والله أبكــــاه
يـا بائعَ الـدين بـالدنيا وبـاطلها=تـرضى بـدينك شيئاً ليس يسواهُ
حـتى متى أنت في لهوٍ وفي لَعِبٍ=والـموت نـحوك يهوي فاغراً فاهُ
مـا كـلّ مـا يتمنى المرء يدركه=رُبّ امرئٍ حـتفه فـيما تمنّاهُ
والـناس فـي رقدةٍ عما يُراد بهم=ولـلـحوادث تـحـريكٌ وإنـباهُ
أنـصفْ هديت إذا ما كنت منتصفاً=لا ترضَ للناس شيئاً لستَ ترضاهُ
يـا رُبّ يـوم أتت بشراه مقبلــــةً=ثـم استحالت بصوت النّعي بشراهُ
لا تـحقرنّ من المعروف أصغره=أحـسنْ فـعاقبة الإحسان حُسناهُ
وكـلّ أمرٍ لـه لا بـدّ عـاقبـــــــــةٌ=وخـير أمـرك مـا أحمدت عُقباهُ
نلهو وللموتٌ ممسانا ومصبحنا=من لم يصبحه وجه الموت مساه
ما أقرب الموت في الدنيا وأبعده=وما أمر جنى الدنيــــــا وأحلاه
كم نافس المرء في شيء وكابر في=ه الـناس ثـم مـضى عنه وخلاّهُ
بـينا الـشقيق على إلفٍ يُسَرّ به=إذ صـار أغمضه يـوماً وسجّاهُ
يـبكي عـليه قـليلاً ثـم يُخرجه=فـيسكن الأرض مـنه ثّـم ينساهُ
وكـلّ ذي اجـلٍ يـوماً سـيبلغه=وكـلّ ذي عـملٍ يـوماً سـيلقاهُ