[مروان الشيخ]

.

وجهة نظر

أثارني جدا قرار امير منطقة عسير فيصل بن خالد والذي يقضي بالغاء قسم كبار الشخصيات في احد المستشفيات الحكومية كي تتسع طاقة المستشفى والذي يشهد ازدحام هائل من صغار الشخصيات ومِن مَن ليس لهم شخصية اصلا...
ومن شدة تأثري بالموضوع صابني نعاس من الأمن فغفوت ورأيت فيما يرى النائم
ان قرارا ملكيا عاجلا قد عمم على جميع المستشفيات يقضي بالغاء التفرقة بين الناس على أساس حجم الشخصية ووزنها وكثافتها وبعدها البؤري(لا يسألني احد عن معنى الاخيره لكني اشعر انها تشكل فوارق كبرى بين طبقات الشعب)!!
فاكتشفنا ان في المستشفيات مساحات مهدرة تصل الى حد دور او دورين تنتظر الكبار مع ان الكبار لاينظرون اليها ابدا فهم يذهبون الى ما هو اكبر من هذا المستشفى..
فزدادت الاسرّت وطاقة المستشفى الاستيعابية وعدد الممرضات الفلبينيات الجميلات اللاتي اختفين فجأة في تلك الادوار ولم نعد نشاهد الا صاحبات الوجوه المحروقة والاشكال الممقوته..!!
وكأن ما بين الادوار السفلية والادوار العلويّة المشفرة سور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب
فقلت في نفسي وأنا نائم طبعا لأن مثل هذا الحديث لا يجوز أن يقال ولو كان في خلجات النفس الا وقت النوم لانه ليس على النائم حرج (قاتل الله التشفير فقد حرمنا من كأس العالم ومن افلام الشوتايم اللذيذة ومن الممرضات الفليبينيات الرشيقات)!!
شعرت بعدها بألم شديد في رأسي ألم يكاد يمزق فروة رأسي اتجهت مسرعا بسيارتي الى مستشفى الملك...الى قسم الطوارئ واذا بالدكتور اقل اناقة مما توقعت والممرضات قبيحات متجهمات نقلت الى غرفة التنويم في الدور الاول صرخت من الام لا لا لا اريد الدور الخامس (كبار الشخصيات) ومن حولي ينظر اليّ باشمئزاز ورُميت في غرفة كبيرة فيها عشرة أسرّة متلاصقة ودوي كدوي النحل واحيانا صرخ وعويل وانا أصرخ مع الجميع لا لا لا حاولت التحرك بكل قوة مسكت رأسي صرخ عبادي (اه ابوي انا امزح)!!
صحوت من غفوتي واذا بي امام شاشة الكمبيوتر أُشاهد العربية نت وخبر الغاء القسم الخاص في مستشفى عسير ..و (عبادي) يشدّ شعري ويضحك أنا كنت امزح!!!

.