أيُـهـا الصِّديقُ مهْلاً
إن تكن لا زلت تُفْتِي فـافتِنـا
هـا نحنُ جِـئنـاك لِنشكـو بـؤسنـا
إذ أنّ بعضَ ضُرِ مسّنـا
ضِعْنَـا وضـاعتْ كُـلَ أحلام المُنْـى
مِـن بعـد ترتيـلٍ وطـاعة
لم نجـدْ حتـى بِضْـاعة
كي نُنْاجِيكَ مَليـا
لِنْقُـل رِفْقـاً بِنـا
وتصدّقْ واعطِنـا
حـمْـلَ بَعِيـرٍ يكْفِنـا
يـاهـذه السنـواتُ طـالتْ
واستطـالتْ عِـنْـدنـا
لأننا الفقراءَ لا حولَ لنـا
قطُ لم نرى حُلُماً في نومنا
إنما في الصْحوِ رُغْمَُ أنُـوفَنْا
مثـلُ أفْعَـى
قدْ رأينـا السَوءَ يسعى بيننا
لم يرْمُنـا في الجُبِ .. لكِنْ
موطِن الشُرفاء أضحى جُبْنـا
لم يُلْقُنا في السجنِ .. لكِنْ
موطن المِليـون أضحى سجنُنا
هُم أطلقوا بقراً عِجافاً
وجْهوها تأكُلَ المْخزون
والمُخضْرِ بين زُرُوعِنا
وعلتْ بِهمْ في غابةِ الأسمنت
أبنيةٌ ، فعاكستِ الهـواءَ المُمْكِنا
هُمْ طوعوهـا فارهـاتٍ
وأقتنـوها سفـنا
في الفقر طالتْ محنـةٌ
لما صُلِبنـا كُلَـنا
جـاءتْ طيـورٌ أولمـتْ
شـبِـعْـت
وخٌبـزَ وليمةٌ الأطيـارِ
كـان رؤوسَـنـا
وهموا سقـوا أربـابـهُم خمـراً
ونحن ما زلنا
نُكــابِدُ فقـرنـا
******
أُنْظُروا هـذا قميصي
وقدْ قُـدَ منْ دُبـر
لم تُغلقَ الباب أو تقُلْ
إني تهيأتُ يا رجُلْ
لكنني قدْ ضـاقَ صدري
ثُم قررتُ السفرْ
أنا هاربٌ مِنْ موطِني
أنا خـائفٌ ذُلَ الخطرْ
فالسُلْطَةُ الرعنـاءُ
قدْ تـاهت ثُم أعماها البطر
هي أدركتني قبلَ ميعادِ القِطـارِ
وقدْ أعدتْ مُتكـأها
لم تُجهِزهُ بأنواعِ الفواكهَ والخُضَـرْ
لكِنهـا قطّعتْ يـدي
عبثتْ بأظافِري .. شدّت ليَ الشَعـرْ
هي أنهكتني .. مثلما أنهكتْ
سائرْ البشرْ
فانظُروا .. ثُم اشهَـدوا
ذا قميصي .. ولقدْ قُدْ من دُبُرْ
الخرطـوم
12 / 10 / 2007م