عرض مشاركة واحدة
قديم 25-06-2006, 01:55 PM   رقم المشاركة : 56
الطائر المهاجر
** (عثمان العبدالله) ** المؤسس والمشرف العام
 الصورة الرمزية الطائر المهاجر





معلومات إضافية
  النقاط : 20
  الحالة :الطائر المهاجر غير متواجد حالياً

 

افتراضي


هلا بك أبو محمد
إذاً نتفق على أن المبدع الحقيقي هو إنسان مختلف عن الناس العاديين ، وبالتالي
فقد تنحو شخصيته منحى معين ، قد يراه العاديون بأنه غير عادي وربما تم تشخيصه
على انه اضطراب نفسي ، ولكنه في الحقيقة طريقة من طرق التكيف مع البيئة الإجتماعية
المحيطة التي قد لاتدرك بأن للمبدع شخصية مختلفه يبتدعها المبدع لإبعاد من لايفهمه
على حقيقته عن نطاقه ، حتى ولو رأه الآخرون شخصا غير سوي ، وهذا ما ذهبت اليه
المدرسة الوجودية بقيادة سارتر في تفسيرها للإضطرابات النفسية بوجه عام ، من انها
غير موجوده ، ولا يمكن تأكيدها بمختبر او اشعة ، ولكنها من طرق التكيف التي يلجأ إليها
المبدعون والعباقرة لابعاد العاديين عن عالمهم الداخلي ، وهذا ما قد يفسر لنا كيف أن حمد الحجي رحمه الله
رغم أنه اعطي منزلا خاصا به بجانب المستشفى ، إلا أنه رفضه وفضل البقاء مع زملاءه
او بالأصح البيئة الإجتماعية التي تفهمه ، ويؤكد هذا انه ليس مريضا او بالأصح ما نراه مرضا هو في الحقيقة غير ذلك فحين طلب منه القاء قصيدته بمناسبة افتتاح الجامعة في حفل حضره وزير الصحه ، وتم الإتفاق معه على ذلك ، تفاجأنا أنه حينما اعطي المايكرفون القى قصيدة عن اغتصاب القدس !! فلم تنسه النسين وما يعتقد انه مرض قضية هامة تعايش معها منذ بدايتها وادرك اثرها على الأمة . وفي مقابلة لأحد المحطات الأمركية مع مدير المعهد القومي الأمريكي "فولر توري" أكد من خلال شريط مصور لبعض المرضاء ، أن من يسمون مرضاء هم غير ذلك ، وما نراه
من تصرفات غير طبيعية اكتسبوها بعد اخضاعهم للعلاج بالمهداءات لسنوات طويلة ادت إلى ادمانهم عليها
فما نراه عليهم من حركات ما هو إلا بتأثير ذلك الإدمان ، وما نتيج عن تلك الأدوية من تغيير للبايوكمستري ( للكيمياء الحيوية) للخلايا العصبية ، ولم تكن فيهم حين بدء اصابتهم. الخلاصة أننا امام مجموعة من المبدعين
وجدوا أنفسهم في بيئة اجتماعية لاتستطيع سبر غورهم فكان أن اتخذوا اسلوبا معينا للتكيف معها حتى وإن
وصموا بالجنون منها ، ولكنهم لايرون انفسهم كذلك.







توقيع الطائر المهاجر
 
تفاعلك مع غيرك يشجعهم على التفاعل معك