دمشق....دمشق يا أم العواصم كلها....يا وطنا من الياسمين
يا أما رؤوما....دمشق يا أحلامي وذكرياتي....دمشق كم سطرت
على جدرانك من قصص....وكم سقطت كطير جريح عند أعتابك
دمشق....يا مدينة الحمائم...دمشق يا مدينة الجميلات....يا وطنا
من ياسمين وجلنار....يا أرضا....أردت تقبيل ترابها...دمشق...كم أحبك
وكم.... أحب شوارعك...حاراتك...جنائنك...أرص فتك...إني شاب مشواره بعيد
إني شاب مهاجرُ بين ثنايا الغربة...إني شابٌ مسافرُ مهاجر...فكل الشرفات تعرفني
وكل الحمائم تعرفني...وكل المقاهي تعرفني....فأنا لا أشبع من التسكع فيك....
لا أشبع من التمشي فيك...جلت العالم كله...لم أرى لك مثيلة في الجمال والبهاء
إني شابٌ...ضيع طريق العودة....لا أعرف كيف....ولكن كل ما أؤمن به...
بأني في النهاية عائد....دمشق...يا نارا على علمٍ...كيف لي ألا أكتب عنك....
فحبيبتي فيك...وأصحابي فيك...وأهلي فيك....فكيف لي ألا أعبر عنك في ثنايا صفحاتي
دمشق....يا قصيدة كتبتها بدماء عروقي...يا لحنا شققته من قلبي....أتدرين يا معتقتي
كم فراقك صعب...وكم البعد عنك صعب....وكم نسيانك صعب...دمشق كم ملأت جوك
من ضحكات حبيبتي....كم ملأت شوارعك من أنفاسي...دمشق...صعب بل مستحيل
أن أتركك وأمضي...فأنا هنا بجسدي....,ولكن...روحي لم تزل ساكنة حاراتك...أنا هنا بعقلي
ولكن خيالي كله عندك...دمشق...يا مدينة ترج سمائها من أصوات المساجد....
وأجراس الكنائس.....يا مدينة...يجتمع فيها الناس جميعا....مهما كانت عقائدهم ومذابهم....
يا مدينة....لا أدري...ما أقول بعد....فقد انتهت عباراتي....فقد انتتهت عند وصفك كلماتي....
ولكن...كل ما أؤمن به بأني سآتي....سآتي.
جلال إبراهيم الصبيح